آتني بكـ ..

والآن

الآن بعد ان انتهيت من آخر قطرة قهوة بفنجاني

أنهيت معها آلامي وأوجاعي

وتلك الخطوط المتلاحقة كساعاتي فى قاعه الصغير

وضعته أمامي برفق

تأملته

وفى حالة صمت وشرود

 ذهبت بعيدا

بعيدا جدا

لما يفوق خيالي

في ماذا يشردُ فكري حين آخذ برهة من زماني

لا أجد حواسي متجهة الا فى أتجاهاتكـ أنت

نعم

أتجاهاتكـ أنت

كل الطرق ئؤدي اليكـ

لمَ أصبحت أنت  كل اوطاني ..؟

رنين بجانبي أنتزع مني شرودي فى تحديٍ

شهقة عشق كانت مني كافية ان تكون فاصلا بين عالمين

عالم من احلام يكاد ينتهي قبل أن تبدأ أنت بخيالي

وعالم اهرب منه اليكـ

نقتطين نهاية وابتداء

منكـ
واليكـ

وتحوم حولي  بدهشة بين هذا وذاكـ تفصايل وجهكـ

ترتسم على صفحاتي البيضاء خبايا يومكـ

كيف كنت انا وانت ..؟

فهل انت الآن مثلي ..؟

تتذكرني مع كل فنجان قهوة تحتضنه بدفئ  يديكـ

هل تبحث عن أخباري كما أفعل

هل  تمرر بريق  عينيكـ بين الاسطر كل صباح باحثا عني فيها

هل يأتيكـ صوتي لينتزع منكـ شرودكـ

هل أهيم بأجنحتى خلف ذاكرتكـ حين تستمع لترانيم فيروز

جميلة هي حين ترتَّل للعاشقين قصائدهم

وجليل أنت حين تصمت وترتشف تلكـ القطرات السوداء من فنجانكـ

تصيبني الدهشة وأنا اتخيلها تتسرب من شفتاكـ سائرة نحو اعماقـكـ

آهٍ  يا حبيبي

كم تمنيت ان اصبح حباتٍ من البن فى قاع فنجانكـ

ولكني الان اصبحت كورقة شجر فى ليل خريف صامت

هشة جدا حد الرفات

 حين أصمت يتسرب خوفي من بين همساتي

أخشي ان يصبح السكون والصمت لغة قافيتي

فأفقد صوتي وصوابي

أو
تصبح  حقاً غريبا عني

أعواما كانت من العزلة بيني وبين الآخرين

إلا انني فتحت نوافذي لزائر على عالمي كان جديدا

كان فريدا

كان اسطوريا حين أتى بلا موعد لقصوري 

لم أكن كأي أنثى تهوي القفز على زهرات الكلمات

قرأتكـ فى صمت

أتبعتكـ فى صمت

لاحقتكـ من هنا لهناكـ بصمت

أصبحت قريب مني قُرب الحروف من الاسطر

كلمة

أنت نطقتها بدون صوت ذات يوم

وكلمة

أنا اجبتكـ بها بلا صوت

سبقْتَني اليها

ام

سبقتكـ بها

لم اعد أهتم

الأهم إنني رحمت رحلة الاعتراف التى كانت تبحث عن منقذٍ لها

تماماً كليلة عشق كنت أنت

ليلة عشق بظل القمر والمطر

قادمٌ يطبع على جبين المساء قبلاته ويرحل

خائفٌ أنت ..؟
تخاف أن يشرق الصباح عليكـ فتجد أنكـ كنت تغرق ..؟

وإنني كنت حلم ليلتكـ الأخيرة ..؟

وتلكـ اللوحات ما زالت على جدران محرابكـ تذكركـ بمن هنا يوماً قد كانت

وتركت لكـ خلفي علامة استفهام كبيرة بقدر حبي لكـ

تتساءل والقلم يرتجف بيديكـ

تُرى .... هل ستظل حلمي وحبي هي...؟

أيا حبيبي وعشقي الوحيد

أنت تعرف أن الليل يؤرق العاشقين

وإن ْ أحتواهُ العشق

لن نخالف قوانين الخالق لنجامل هذيان القلوب وتمردها

فلماذا نعشق إذاً ..؟

مادمنا نعرف النهاية

لماذا ننمق  كلماتنا ونقنع أنفسنا أننا بها نحيا

وأننا نشاركـ العاشقين الشوارع والاحلام والدفاتر والأقلام

ولكن لا
لا حبيبي

فأنا مازلت اتركـ مقعدكـ فارغا لكـ

لن يشغله غيركـ طالما حييت

هم يتركون لكـ مقاعد كثيرة أعلم

فأنا حقاً أعلم مالم تعلمه انت

ومع هذا أنتظر قرع ابوابكـ من جديد

بنفس المكان

وفنجان قهوتكـ لن يبرد

لن يناله تلكـ البرودة التى تصنعتها من أجلكـ  حين فارقتكـ

سيظل دخائنه تتصاعد حتى تأتي وتخبرني انكـ ما زلت تعشقني تماما مثلما اعشقكـ

سيظل لهيبه منبعثا من اشيتاقات قلبي لكـ

لماذا تلاحق الليل وأنت تعرف أن الصبح أسرع إليكـ منه إليَّ

أبق حيث أنت

وأنا هنا سأظل

اعبث بكلماتكـ ورتبها أو بعثرها كما تشاء

فهناكـ من يعشقون الحرف مثلي ومثلكـ

وأنا سأبقى هنا

أنتظركـ

ابحث عن شيء تعشقه في هذا الصباح ولن تجد كزهرتي زهرة

ولن تجد ككلماتي كلمة

ولن تجد كقبلة الصباح على جبينك  مثيل

حتى  كأس الحب  الذى حلمت ان اناولكـ اياه

لن يناولكـ سواه مثلي

واتركـ الليل لساكنيه

اتركهم يرتلون عشقهم كما يحلو لهذا العشق أن يسهر

أتعلم ...؟

استحي من كلماتي أن تفضح أمري

أبتعد بها قدر استطاعتي  عنكـ

واتركـ للصور والحروف أوتارًا تهتدي  بها انت فقط لدربي

لن أرمي السماء بأوراقي التى وهبتها لكـ

ولن ابهت تلكـ الموسيقى لأسطري

سأتركـ الزهور تنبت بين اوراق دفاتري

سأمد كل البحور بماء اصطباري

سأحمل كلماتكـ  بقلبي  وأرحل

حيث مخدعي

أقبلها وأتلحف بها وأنام

احمل أشياءكـ بعيداً إن اردت حقا الابتعاد عني

 أو

آتيني بها وقل لي انكـ جدًا تُحبني

أخبرني  بما فى قلبكـ الآن وانت تقرأ كلماتي

اراكـ ترددها

استمع لصوتكـ تأتيني بها

فأنت هكذا بعيد قريب

وكلما ابتعدت انت زاد قربي

وكلما اقتربت انا ذت بُعدا

فلا  تسكن مكانكـ إذن

وأرحمني

ولا تنتظر ليلاً طويلاً وأنت نهاركـ أطول من ليلكـ بعامين وأكثر

وتعالى

فقد نال الشوق مني

ومازلت على شاطئكـ  بكلماتكـ أغني

لا تخف

سأعيد ترتيب ما فاتك مني

سأعيد أليكـ كل الساعات والثواني التى فاتتكـ معي

وعدٍ إني سألملم  شتاتكـ من جديد بكلتا يدي

وعِدني أنت إنكـ لن  تعشق غيري

وأن لا تتركـ عيوني دونكـ تبكي

وأن لا تسدل ستائركـ فى وجهي

صمتكـ صار طويلا كبعد البلاد بينكـ وبيني

جميل  أنت

حين تبتسم

جميل أنت

حين أرى وجهكـ خجلا مني

جميل أنت  كـ موطني

لم أتناسى يوما اني راهنت بعشقي لكـ بيني وبيني

 كما راهنت معكـ على الا يأتيكـ يوماً هجري

لن أتناسى ضوء القمر وموعدي

وكلما اشتهيتَ السجود على كفيكـ

أسجد

وأدعو الله لكـ أن يحفظكـ

وأن تظل انت كما انت بذاكـ القلب الذى أحتواني

مرغ ُ أصابعك فى تلك السطور التى أمامكـ فى دفتري

ستجدني

حروف اسمي هناكـ

لديكـ

أقرأها
أنا هُنا من مكاني

كلما انسكبتْ بصوتي  في شرايينكـ زدت انت من حبي وولهي

فكم حملتُ الطيورَ رسائل لكـ

وكم حملتُ المطرَ مع كل قطرة خبرٍ مني اليكـ

وكم ذهبت لكـ بتخاطري فى احلامكـ

وكم أتيتني انت  بأحلامي..؟

حبيبي أأخبركـ  سراً مني ...؟

أنت تلون أيامي

أنت زهرة عمري  التى أحتار الأوان منها في أي فصل من السنة سيكون نضجها

أنت كلحن رائع فى مسامعي بزاوية التقاء قلب مع حلم صغير

أنت  كالقدر على إغواء الليل تجوب بعيني فتسدل ستائر السُهد لي وحدي

يُشرق صباحك أنت وحدكـ فى كل ايامي

يومٌ آخر لشتاتكـ يا عاشق بين احضاني

فلتأتي بأيام أغترابكـ  وانحرها على ابوابي

وتعالى

لن يمضي العمر صباحات لأحلامي دونكـ

وإن فعلت

سأعلم اني كنت احيا حقا مجرد حُلم

لاسطورة رجل

رجل علمني كيف تكون الكلمة

وكيف أنام الليل بأحضان كتاب

وكيف اجرد نفسي الا من قلبي

علمني أن الصمت لغة لا يتقنها غيري

ولا يفهمها غيره

فأهجر  صمتكـ

وأنا لن أشكو منكـ ولا لكـ

لكـ أن تتألم على ذراعي إن تماديت انا فى هجري

لكـ  أن ترتّل حزنك على صدري

فكن عاقلاً

واتركـ صياحك بعيداً بعيداً

وآتني ....

           آتني بك  ....

                       آتني بك ....